الفيصلي و القومية الرياضية

الفيصلي و (القومية الرياضية)

- يصعب على المرء او مؤسسة تعنى بالتوثيق ان تختزل مسيرة 75 عاماً عاركها الفيصلي الى ان وصل الى ما وصل اليه اليوم من نهوض وتقدم، فقد صنع حالة وطنية فريدة، ما لبثث وان تجاوزت حدود الاردن لتتعايش مع المد القومي الرياضي .
غداً يحتفل الفيصلي بعيده الماسي فماذا نقول عن هذا الصرح العظيم بانجازاته بعد ان امتلأت خزائنه بكؤوس كل البطولات المحلية قبل ان يطل على القارة الآسيوية، وقبلها يمثل الوطن عربياً فيكون في اكثر من محاولة قاب قوسين او ادنى من الزعامة.
نعم يصعب على المرء ان يقف ليعدد البطولات والمناسبات التي حاز عليها النسر المحلق، هذا المهر الجامح رغم لجام الظروف حيث يعشق الصهيل عند كل منازلة، ولكن المرء لا يتردد وهو يتحدث عن اكثر من هذا البعد الرياضي، ذلك ان الانجازات لا تتوقف عند جمع الكؤوس رغم اهميتها والا لقلنا ان الرياضة وتحديداً كرة القدم تظل في اطار الفوز والخسارة لا غير.
الفيصلي ليس منزهاً عن الخسارة ولكنه يؤمن بأن الفوز محلياً او اقليمياً او قارياً، انما يعني انه يضيف للاردن بعدأ وطنياً آخر لدى لاعبيه وادارييه ومدربيه، ومن خلفهم الاردنيون الذين ان وقف بعض منهم خلف اندية الوطن بحكم مشروعية التنافس محلياً ، فانما يطوقون الفيصلي كالمعصم عندما تكون له جولة خارجية، فهذا الالتفاف الاجتماعي الذي ان غاب في مرحلة، لهو صنيعة الفيصلي دون غيره من الاندية في معظم المراحل من مسيرته الحافلة .
ربما لا نضيف جديداً، اذا ما قلنا ان الفيصلي اول بطل للدوري وأول من شارك وانه الأكثر استحواذاً على البطولات واكثر من يرفد منتخبات الوطن ، والمصنف عالمياً والى آخر مثل هذه الحقوق التاريخية على قائمة الانجازات ، فما هذا كله الا مدماك في هذا الصرح الذي تنتظره استحقاقات ثقيلة ليست على الصعيد التنافسي ، بقدر ما تتطلبه مرحلة الاحتراف من جهة ، والعمل الاداري من جهة ثانية ، وبخاصة ان عمر رئيسه الشيخ سلطان العدوان اطال الله في عمره ، من عمر النادي .
والسؤال :هل يتنادى محبو وانصار الفيصلي للوقوف مع نادي الوطن؟ ان المسؤولية الوطنية تقتضي ان يقف المخلصون والغيورون على سمعة الاردن والرياضة الاردنية لاضافة ما سبق من اضافات تحققت بفعل الفيصلي بعد ان اضحت مكتسبات تدفع الجميع من مكونات المجتمع الاردني للحفاظ عليها، فمرور 75 عاماً هي بعمر الوطن وتكوينه .
واذا كان لا بد من الاشارة للابعاد التي ارتقى اليها الفيصلي وادخلها الى البعد الرياضي وهي كثيرة ، ايماناً منه بأنها تشكل نهجاً ثابتاً من ثوابت ومرتكزات سياسة هذا النادي، الاردني هوية ، العروبي قومية ، فان الفيصلي يعد المتفرد في هذه الجامعية من بين الاندية ، وبعد ان احتضن لاعبين من شتى المنابت والاصول واستقدم على شاكلة هذا الانسجام والتوحد الاجتماعي وسلالاته من مدربين واداريين وانصار ، وقدم نجوماً لدول شقيقة ، ليجعل من الجميع نخبة اردنية عربية يتوافق فيها الفهم والفكر الرياضي، والبعد الاردني القومي السياسي، الذي يعزز الانتماء والولاء للوطن والامة الى درجة التلاحم .
ولعل في استضافة الفيصلي للفرق العربية ومنتخباتها ووفودها رسمية كانت او غير رسمية ، ما يؤكد ويمكن العلاقة التي يسعى النادي الى تعميقها ، فقد كان الوقوف المشرف الى جانب تلك الفرق والمنتخبات العربية والصديقة والتعاطي مع قضاياها المصيرية على الصعيد السياسي ينم عن موقف الاردن وقيادته ، اذ لا غرابة ان نجد ادارة الفيصلي وهي تبحث القضايا وتقدم الواجب الوطني من ان تلغي مناسبات احتفالية بسبب الظروف الراهنة في فلسطين والعراق ولبنان وفي أي دولة عربية تتعرض لنازلة ، او ان تدعو الى لقاء او بطولة يرصد ريعها لدعم الشعب العربي أياً كانت هوية وطنه .
اننا اذ نحتفل ب شيخ الاندية الاردنية ، ونستذكر ونستخلص من عروبة وقيادة وملوكية فيصل الاول ، اسم الفيصلي ، فاننا لا نملك الا ان نهنيء الوطن وجلالة الملك عبدالله الثاني الذي ما توانى يوماً عن دعم الاندية واطلالته عليها وشمول مناسباتها برعايته السامية ، ونقول : انكم ياصاحب الجلالة ما كنتم الا السند والساعد الذي تتكيء عليه الرياضة الاردنية ، وكنتم جلالتكم دوماً البهجة والمسرة في اطلالتكم على ابنائكم ،فلا احب واسعد على قلوب الرياضيين، الا ويوم يكون ابو الحسين بين ظهرانيهم، كما نقول للفيصلي والشعب الاردني كل التهنئة والتبريك في يوم عيدكم والله ولي التوفيق.

تسلم اخي فيصلاوي زعيم على الموضوع
ربي يحفظك