العالمان الإسلامي والعربي يحتفلان بذكرى الإسراء والمعراج اليوم
المسجد الاقصى في القدس المحتلة الذي شكل نقطة انطلاق في رحلة معراج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الى السماوات -(ارشيفية)
يحتفل العالمان الإسلامي والعربي اليوم بذكرى الإسراء والمعراج التي شكلت محطة مفصلية في تاريخ الدعوة الإسلامية تعززت فيها ركائز الإيمان والإسلام. كما تجلت في معجزة الإسراء والمعراج عظمة الخالق ومكانة الرسول الكريم.
ومن المقرر أن تقيم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تحت الرعاية الملكية السامية غدا احتفالا كبيرا بهذه المناسبة الجليلة.
ويتضمن الحفل كلمات وقصائد شعرية تجسد قيم المناسبة الجليلة، كما تقام احتفالات فرعية في المحافظات والألوية كافة تعكس روح المناسبة وتبين الدروس والعبر المستقاة منها بهدف إبرازها والتركيز عليها.
وكانت الحكومة قلصت العطل الرسمية، من 21 يوما الى 14 يوما في العام، ومن بين العطل التي تم استثناؤها ذكرى الإسراء والمعراج.
وفي تصريحات لوكالة الانباء الاردنية "بترا"، قال عميد كلية الدعوة واصول الدين الجامعية بالوكالة الدكتور علي عايد المقدادي إن الإسراء والمعراج معجزة عظيمة أُعطيت للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وجاء الحديث عنها في سورتي الإسراء والنجم.
وأضاف أنه في الإسراء والمعراج علوم وأسرار ودقائق ودروس وعبر وفي تلك الرحلة العظيمة أطلع الله تعالى نبيه على آياته الكبرى توطئة للهجرة الميمونة وكذلك لأعظم مواجهة ستكون بين الكفر والإيمان.
وقال إن معجزة الإسراء والمعراج لم تكن مجرد حادث فردي بسيط بل تعداه الى معان دقيقة كثيرة وشارات بعيدة المدى واشتملت على ما اشتملت عليه من معان ودروس وعظات وعبر من أهمها أن المنحة تكون بعد المحنة ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى من قريش والطائف ما رأى من الصدود والعناد, وفي ذلك العام فَقَََدَ النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب وزوجه خديجة بنت خويلد فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تقديرا من رب العالمين ولسان الحال يقول إن أُغلقت أمامك أبواب الأرض فأبواب السماء لك مفتوحة، وإن تنكر لك العباد فقد هُيئت ملائكة السماء لاستقبالك.
المفكر والباحث الإسلامي الاستاذ في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حمدي مراد قال إن معجزتي الإسراء والمعراج أراد الله سبحانه وتعالى منهما إبراز الإرادة الإلهية وإظهار قدرته سبحانه وتعالى امام اولئك المعرضين عن ذكره والإيمان به والتسليم بشرعه الحكيم وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أنه يلفت أنظارهم ويطرق ابواب افكارهم وينبه قلوبهم نحو حقيقة هذا الكون حتى لا يكون لهم عذر في ذلك اليوم العظيم وحتى تتحقق العدالة الإلهية في إعطاء الناس من حين الى آخر فرصة للوقوف على الحقيقة الإلهية والعلاقة بينهم وبين ربهم وكله من أجلهم ومن أجل سعادتهم في الدنيا وفوزهم في الآخرة.
واضاف ان معجزتي الإسراء والمعراج جاءتا لتثبتا تلك العلاقة المقدسة بين المسجد الحرام وبين المسجد الأقصى الشريف وحتى يعلم المسلمون أنهم مسؤولون امام الله عن حرمة المسجد الأقصى كحرمة المسجد الحرام وأنه صار أمانة في أعناقهم وجزءا من عقيدتهم كيف لا وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور ياسر الشمالي قال ان مناسبة الإسراء والمعراج مناسبة كريمة يحتفل بها المسلمون كل عام سجلها الله تعالى في كتابه الكريم وسمى بها إحدى سور القرآن (سورة الإسراء) هي ليلة الإسراء والمعراج ليلة 27 من شهر رجب المحرَّم - على بعض الأقوال- في السنة الحادية عشرة للبعثة، قبل الهجرة النبوية بثمانية عشر شهرا.
وقال الشمالي إن الإسراء هو رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ليلا، أما المعراج فهي الرحلة من الأرض( من بيت المقدس) إلى السموات العلى، ليرى من آيات ربه الكبرى، وكانت هذه الرحلة محطة مهمة في حياة النبي الكريم وفي حياة المسلمين حيث جاءت بعد فترة عانى منها النبي الكريم وعانى منها المسلمون، فكانت هذه الآية نوعا من التكريم والمواساة والتثبيت، وذات مضامين مهمة.